ولما توفي مورغن أوقفت بورصة نيويورك الأعمال حداداً عليهِ خمس دقائق وهذه أول مرة أوقفت البورصة أعمالها هذه المدة الطويلة!! منذ نشأتها إكراماً لرجل من الناس. كان مورغن قليل الكلام كثير الكلف بالإيجاز. قابل إمبراطور ألمانيا فقال: قابلت الإمبراطور فأحببتهُ. أما الإمبراطور فقال فيهِ: لم أجد في حديثهِ دليلاً على أنهُ مدرك تمام الإدراك ما في العالم التجاري من أسباب الائتلاف والاختلاف. وقد أدهشني جهله لتقدم الأمم التاريخي والفلسفي. وليس في سياستهِ الاقتصادية أو اقتصاده السياسي محل للاهتمام بالاشتراكية التي ستصبح عن قريب أعظم المسائل حيثما كان. وقد اعترف بأنهُ لم يهتم بها إلى حد أن يعرف حقيقة ماهيتها تزوج مرتين. ففي الأولى قصد باريز سنة ١٨٥٩ لرؤية خطيبته وكانت مريضة بل مسلولة فامتنعت عن الزواج طبعاً فأقنعها مورغن بأن تتزوجه وقال: أني أدور بك الأرض لتعود إليكِ صحتكِ. فاقترن بها سنة ١٨٦١ وانقطع عن الأعمال وتفرَّغ لعمل كل ما يُحسن صحتها. ولكن ذلك كله لم يجدِ نفعاً , فتوفيت بعد زواجهما ببضعة أشهر. وعاد فأكب على أعماله كعادته ولم يتزوَّج ثانية إلاّ بعد مضي ثلاث سنوات على زواجه الأول. كان مورغن لا يضنّ بدفع الرواتب الهائلة عند الحاجة. وأكبر راتب دفعهُ هو أو غيره إلى مستخدم , ما عدا رواتب الملوك , هو مبلغ خمسين ألف جنيه للمستردوكنيس وكيل المالية المصرية سابقاً والسير كلتون دوكنس فيما بعد. فإنهُ لم يكد يستعفي من مصر ويعين عضواً مالياً في مجلس والي الهند حتى عرض عليهِ مورغن خدمة عنده بالراتب المذكور وضمن له الراتب. فقبل ولكن لم تطل مدة خدمته عنده لأنهُ مات بعد سنوات قليلة من فرط الجهد وتراكم العمل عليهِ.