للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويهزُّهُ خفقُ الفؤادِ ... على مناجاةِ الضمير

وإذا سمع ذاك الطفل يناغي في مهده , فضَّل مناغاته على هديل الطيور وتغريد البلابل:

. . . . . . . . . . . فكلما ... أنشدَ علّم الطيورَ النغما

وجمعَ الأملاك حول المهدِ ... يُسمعها شدوَ المنى والسعدِ

هو يشعر بالألم فيصوّر لنا الفؤادَ المتألم:

كشلو بأنياب الهمومِ مبضَّعِ

ويدري أي تأثير يصيبُ القلب المجروح فيمثّل عواطفهُ المكسورة

كجرحٍ قد ألطّفُهُ بلمسي ... وإن هو مسَّهُ غيري أُضامُ

هو يفهم قيمة الدمعة التي قال لامرتين أن فيها من الشعر أكثر مما في دواوين الشعراء , فيمثّل لنا الدموعَ غاسلة كل إثم , مطهرة من كل دنس. وهو ذاق من الحب حلوهُ ومرَّهُ فيمثّل لنا الحب تارة غاية الحياة , وطوراً الباعث على كل أمر عظيم:

والحبُّ ألزمُ للأرواحِ ما عظمت ... ود يكونُ لها أدعي إلى العِظَمِ

أما تحديده للحب فهو:

الحب في المعنى العميم الكامل ... معنى المراحم والفداءِ الشامل

يعرف أن قلب الإنسان يعيش ويفنى من هذه العاطفة في وقت معاً فيقول:

اسكريني على الدوام وأفني ... مهجتي أدمعاً وعزمي حريقا

<<  <  ج: ص:  >  >>