إذا ضرّس اللؤمُ الوجوهَ فشأنَها ... بقيتُ ووجهي وافرٌ لم يضرَّسِ
وما راعني إلاّ حسودٌ يعيبني ... على ما يرى من طيبِ عودي ومغرسي
لقد عجمتني الحادثاتُ فلم يلنْ ... مجسّي على بؤسِ الحياةِ وملمسي
أخوضُ الخطوبَ السودَ غير منكّبٍ ... وألقى المنايا الحمرَ غير معبّسِ
وأسمو إلى العاني أُفرّجُ همَّهُ ... إذا ما عنتهُ كريةٌ لم تنفّسِ
ولم تُخزني في مشهد ألمعيَّتي ... ولا خانني رأيي وصدقُ تفرّسي
ولست كساعٍ بالأباطيلِ والرَّقى ... إلى الناسِ يُزجيها بضاعةَ مفلسِ
متى أقلْ قولاً فلستُ بكاذبٍ ... أصادي بهِ نفعاً , ولا بمدلّسِ
تعوَّدَ مني الدهرُ شيمةً فاضلٍ ... وما اعتدتُ منهُ غير شيمة مومسِ
كلانا على ما آستنَّ جارٍ ومن يُقَدْ ... إلى الشيمةِ العسراءِ يُعصَ ويشمسِ
وأعلمُ أني ما حييتُ مقلّبٌ ... فؤادي وعيني في ضياءِ وحندسِ
أحمد محرم
فؤاد حافظ
يا خافقاً قُلْ لي متى تسكنُ ... للهِ ما تُخفي وما تُعلنُ
يا ليتَ شعري عنك في أضلعي ... ماذا تقاسي أيُّها المُثخَنُ
وما الذي أبقاهُ من مهجتي ... ومن حياتي داؤكَ المزمنُ
يا ثغرَهُ من ذا الذي يحتسي ... بَرد ثناياك ولا يؤمنُ
يا قدَّه هذي قلوبُ الورى ... معروضةً طوبى لمن تطعنُ
يا لحظهُ مُرْنا بما تشتهي ... كلّ محالٍ في الهوى ممكنُ
حافظ إبراهيم