للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصدقاء , والشعراء والقرَّاء

فقال من خطبته النفسية:

ولقد سمعتُ منذ زمانٍ طويل بشهرة ذلك الشاعر الطائر الصيت , فاتهجتُ بما وصل إليَّ من أفكاره السديدة التي تنبئُ عما هو عليهِ من علوٍّ في الهمة , وثبات في الرأي , ووفور في العلم. ولم يكن إعجابي بهِ لما أوتيهِ من المواهب الجليلة في دولة العلم فقط , بل لما تحلّى بهِ أيضاً من الأخلاق الكريمة التي تحمله دائماً على سلوك طريق الاستقامة , وتباعد بينه وبين التحقير للغير , حتى صار بذلك محبوباً مرموقاً بعين الإجلال والاعتبار , متأهباً لنيل المجد والفخار. . . ولستُ أدَّعي أن أقدّم لقراء الزهور في بضع صفحات كل ما قيل في هذه الحفلة النادرة وقد كلَّف سركيس جمعُهُ مئة وستين صفحة من مجلتهِ , ولا أن أصف في سطور قلائل ما شهدتُ ورأيت في دار الجامعة وقد تقصر عن ذلك الصفحات الطوال. غير أنه لا يسعني إلاَّ أن أخصَّ بالذكرِ إخواننا أُدباء لبنان وسوريا , فإنهم أحبوا اغتنام هذه الفرصة لأحكام الروابط الأدبية لمتينة التي تربط الأمتين , فأوفدوا أدبيهم الكبير وشاعرهم البليغ شبلي بك ملاَّط ليمثلهم في هذه الحفلة , فقام بمهمتهِ خير قيام , وأنشد قصيدة عصماءَ اهتزَّ لها السامعون طرباً , كما يحقُّ لموفديهِ أن يهتزُّوا لها عجباً , وقد أكرمت مصر في شخصهِ الكرم أدباءَ المصريين للضيوف الأدباء حدّث ولا حرج. . . . أعود إل الحفلة فأقول: وقد أراد فريقٌ من أصدقاءِ خليل مطران

<<  <  ج: ص:  >  >>