ومنذ عشرين سنة ألَّف ملك الجبل الأسود روايةً سماها إمبراطورة البلقان ومن أشعاره فيها:
فلتبقَ أرض البلقان , أرضاً لشعبنا!
ولتخرج أرض البلقان , حرَّةً من قيد الغريب!
وإلاَّ فالموت للبلقانو خيرٌ من الاستبعاد!
وقس على ما نذكر ما لم نذكر من قصائدهم وأشعارهم وأناشيدهم التي أثارت الحمية في رؤوسهم أثناءَ القتال , وحفظت تاريخهم وجنسيتهم وأملهم وشجاعتهم قبل الحرب , بل أعدَّت نفوسهم لثورات كما أعدَّتها للنصر. ونحن العرب الشرقيين عندنا كثير من هذه الأناشيد والأشعار الملأى بها الأسفار. ولكنَّ الأغاني في مجالسنا تُثبّط اليوم هممنا , وتضعف نفوسنا. فهي عبارة عن ندبٍ وبكاءٍ ونواح للوصال , وذلٍّ في الليل وصَغار في
النهار. فهل يريد المغنون والمنشدون والناظمون والسامعون أن يخرجوا من الذلة وضعف النفس على الفخر والحماسة والمجد؟ لقد آن لنا أن نعرف أنَّا شعبٌ حيٌّ ذو تاريخ وأبطال وأقوال بل أفعال.
وهذه الأغاني التي درج عليها المغنون العرب نُقِلت عن مغنيي الخلفاءِ في بغداد , بعد أن أخذهم الترف وتولاَّهم النعيم , وانصرفت نفوسهم