فكيف لعمري أطقتَ المقامَ ... بأرضِ تضيق بأحرارِها
وأنتَ المشمّرُ إثرَ المظا ... لمِ تسعى إلى محوِ آثارِها
ثأرتَ الليالي وأقعدتها ... بمصقولِ عزمِك عن ثارِها
إذا ثُرتَ ماجت هضاب الشام ... وباتت تَرامي بثوَّارِها
ألستَ فتاها ومختارَها ... وشبلَ فتاها ومختارِها
إذا قلتَ أصغت ملوكُ الكلام ... ومالت إليكَ بأبصارِها
أداودُ حسبك أن المعاليَ ... تسبُ دارك في دارِها
وأنَّ ضمائرَ هذا الوجودِ ... تبوحُ إليك بأسرارِها
وأنك إمَّا حللت الشامَ ... رأيناك جذوةَ أفكارِها
وغن كنتَ في مصر نعم النصير ... إذا ما أهابت بأنصارها
حافظ إبراهيم
فكتب إليهِ عمَّون:
أمِنْ ذكرِ سلمى وتذكارِها ... نثرتَ الدموعَ على دارِها
وعفتَ القصورَ لأجلِ الطلولِ ... تطالعُ طامس آثارها
وقفتُ بها ليلتي ناشداً ... عساها تبوحث بأسرارِها
وللدارُ أنطقُ آياتها ... من الروايات وأخبارِها
تعيدُ عليكَ ليالي الحمى ... بأنجمها وبأقمارِها
سلالمٌ عليكَ زمانَ الشبابِ ... ربيعَ الحياةِ بآذارها
لأنتَ مخفّفُ أحزانِها ... وأنتَ مسوّعُ أكدارِها
ولولا الشبابُ وذكرى الشبابِ ... لعاشَ الفتى عمرَه كارها
قطعنا الحياةَ بهِ حلوةً ... وقد جاء إبَّانُ إمرارِها