للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أطوّفُ في الشرقِ علّي أرى ... بلاداً تطيبُ لأحرارِها

فلم أرَ إلاّ أموراً تسوءُ ... وتصدعُ أكبادَ نظَّارِها

فظلمٌ بتلك وذُلٌّ بهذي ... وجهلٌ مُغشٍّ لأبصارِها

تعقُّ مراحمَ رُعيانها ... وترعي الولاء لجزَّارِها

إذا شاَء قاسمُ رفعَ الحجابِ ... تسمَّيهِ هاتِكَ أستارِها

فلا قولَ إلاّ لجهَّالها ... ولا رأيَ إلاّ لأغرارِها

يدبُّ التراخي على تِرْبها ... ويجري الخمولُ بأنهارِها

منالُ الترّقي بإرغامها ... ومَرجى الفلاحِ بإخبارِها

أهذا الذي أورثتْ أهلَها ... بلادُ العلومِ وأنوارِها

عدمتُ حياتي إذا لم أقِف ... حياتي على نفعِ أقطارِها

أحافظُ هذا مجالُ العُلى ... فشمّرْ سبقِ بمضمارِها

أشوقي أحافظُ طالَ السكوتُ ... وتركُ الأمورِ لأقدارِها

فصوغا القوافيَ مصقولةً ... وشِقّا الجلودَ ببتّارها

عساها تحرِّكُ أوطاننا ... وتنشرُ ميّتَ أفكارِها

أقولُ وأعلمُ أني سأُرمي ... بأني محرّكُ ثوَّارِها

وأني الدخيلُ وأني الغريبُ ... وأني النصيرُ لقُهَّارِها

أحبُّ بلادي على رُغمها ... وإنْ لم ينْلني سوى عارِها

ولست بأوّلِ ذي همّةٍ ... تصدَّى الزمانُ لإنكارِها

داود عمون

<<  <  ج: ص:  >  >>