ولا ينسون انتصار الأتراك عليهم وفتكهم الذريع بهمز ذكر البير مالي الأستاذ الكبير في التاريخ
السياسي أن المؤرخ الصربي ليوبا كواتشفيتش وقف يرثي ابنه الذي قتل في إحدى معارك الحرب البقانية فقال:
يا بنيَّ ننم بسلام فقد أوفيتَ دينك للوطن. وقل لدوشان ولا زار بل قد لجميع شهداء قوصوه أن أمتهم ثأرت لقوصوه. . . ولقد دلت الحرب على أن الثأر الذي أشار إليهِ هذا المؤرخ الصربي هو أمنية كل فرد من أمته , وأنَّ الحقد على الأتراك شامل لطبقاتها. قال أيضاً الموسيو البير مالي أن معارك قوصوه - التي حدثت من نحو ٥٠٠ سنة - ما زالت تذكر عندهم كما تذكر حوادث رب السبعين عند الفرنساويين , وما برحوا يرددون تذكار القيصر دوشان والقيصر لأزار حتى الآن. ثم روى الأستاذ نفسه دليلاً على احتفاظ الصربيين بما يُضرم الضغينة في قلوبهم على الأتراك قال: أن ألفاً من الصربيين كانوا سنة ١٨٠٩ محصورين في أحد المعاقل على مقربة من مدينة نيش , فرأوا أن الأتراك أوشكوا أن يستولوا على م وقعهم عنوةً؛ فاختاروا أن ينسفوا معقلهم بما كان عندهم من البارود على أن يقعوا أحياء في أيدي أعدائهم؛ ثم جاء الأتراك بعد نسفه وفصلوا رؤوسهم عن ذاك البرج محفوظاً على شكله؛ فرفعوا الجماجم ودفنوها في مقبرةٍ وابقوا البرج ليراه الأبناءُ والأحفاد , ولقبوهُ ببرج الجماجم , وأصبح أمره موضع قصص العجائز والوالدات في البيوت والأساتذة في المدارس. وليس من غرض هذا الكتاب أن نفيض في شرح الوقائع التاريخية التي أشعلت نار ذاك الحقد. فأنا تختم الكلام عن هذا السبب الأول من أسباب الحرب بما تضمنهُ قانون أصدرتهُ حكومة الجبل الأسود سنة ١٤٨٤ ليكون دليلاً آخر على