والفضلاء في مصر يشيعون تلك العظام بتجلة وإكرام كما يُشيَّع الأمراءِ والملوك , واحتشدوا يبكون سليل الأسرة اليازجية ويعدون فضلهُ ومناقبهُ. افتتح التآبين والمرائي سعادة أحمد باشا زكي سكرتير مجلس النظار فأطنب في مدح الفقيد وغيرتهِ على لسان العرب ورثاهُ باسم مصر بكلام فصيح بليغ , ونحا نحوهُ حضرة رفيق بك العظم , فأتى في خطاب جامعٍ على لمحةٍ من تاريخ اللغة العربية ونهضتها منذ نصف قرن على يد أمثال البستاني والنقاش واليازحي والأسير والشدياق. وتكلم على الأثر الدكتور خليل بك سعادة موجّهاً الخطاب إلى الفقيد الكريم وقد أخذ التأثر منهُ ومن الحاضرين مبلغه. ثمَّ ألقى خليل مطران قصيدةً من شعرهِ المعروف بسموّ الأفكار وابتكار المعاني , قال في مطلعها:
أحننتَ من شوقٍ إلى لبنانِ ... وارحمتا لكَ من رميمِ عانِ
شوقٌ تكابدُهُ ويثوي منكَ في ... مثوى الرُّؤَى من مهجةِ الوسنانِ
جسُّوا مظنَّةَ حسِّه , أفنابضٌ ... فيها فؤادُ متيّمٍ ولهان