نسمعه في الخطب التي يتبادلها رؤساء الحكومات وأصحاب التيجان , قال: أنا سعيدٌ بأن أرى في ضيافتي رجلاً ممتازاً بخدمة ِ الجليلة , ذا شهرةٍ بعيدة , ليس فقط في عالم السياسية , بل أيضاً في تلك الجمعية الأكاديمية التي هي موضوع مجدٍ لفرنسا منذ ثلاثة قرون تحسدها عليهِ أوروبا جمعاء هذا
ما قالهُ جورج الخامس الذي لا تغيبُ الشمس عن أملاكهِ لابن الشعب الذي توصَّل بجده واجتهاده إلى أعلى مقام يحلمُ بهِ الإنسان. أمّا الأمة الانكليزية فقد عبَّرت عن إعجابها وابتهاجها , كما يُعبّر الشعب , بلا تصنُّع ولا تكلُّفٍ. فكان هتاف التحية والنصر يتصاعدُ من كل الصدور , لفرنسا ولرئيسها وللحرية! ولم ينسوا في هتافهم اللورين , أم الرئيس , وابنه فرنسا المفقودة! وكان الرجالُ والنساءُ حاملين الأزهار الزرقاء والبيضاء والحمراء: ألوان الراية الفرنسويةز وفي أحد الشوارع سُمع صوت الفوتوغراف يحيي الرئيس وينشد المرسلييز , كما سمع صوت الببغاءِ يحيي أغسطوس قيصر عند دخوله رومه. . . .
ثلاثة أيام قضاها بوانكاره في عاصمة الانكليز بين مجالي الابتهاج ومظاهر الحفاوةً: عند وصوله يَّاهُ الأسطول الانكليزي بإطلاق المدافع؛ وعند سفره شيَّعتهُ ست طياراتٍ محلقةً فوق البارجة التي تقلّه. وهكذا أرادت انكلترا أن تحيي فرنسا وطن فنّ الطيران.