ليس الوقوفُ على الأطلال من خُلُقي ... ولا البكاءُ على ما فاتَ من شيَمي
لكنّ مصراً وما نفسي بناسيةِ ... ملكية الشرق ذات النيلَ والهرمِ
صرفت شطرَ الصبي فيها فما خشيت ... رجلي العثارَ ولا نفسي من الوصمِ
في فتيةٍ كالنجومِ الزُهر أوجهُهم ... ما فيهمَ غير مطبوعٍ على الكرمِ
لا يقبضونَ مع اللأواء أيدَيهمُ ... وقلما جادَ ذو وَفر مع الأزمِ
في ذمة الغربِ مشتاقٌ ينازعهُ ... شوقٌ إلى منهبطِ الآياتِ والحِكَمِ
ما تغرب الشمسُ إلا أدمعي شفقٌ ... تنسى العيونُ لديهِ حمرةَ الغيمِ
وما سرت نسماتٌ نحوها سحراً ... ألا وددتُ لو أني كنت في النسمِ
ما حالُ تلك المغاني بعد عاشقها ... فإِنني بعدها للسُهد والسقمِ
بين الجوانحِ همٌّ ما يخامرُني ... ألا وأشرقني بالباردِ الشمِ
جادَ الكنانة عني وابلٌ غَدِقٌ ... وإن يكُ النيل يغنيها عن الديمِ
الشرقُ تاجٌ ومصرٌ منه درَّتهُ ... والشرقُ جيشٌ ومصر حاملُ العلَمِ
هيهات تطرفُ فيها عينُ زائرها ... بغير ذي أدبٍ أو غير ذي شمم
أحنى على الحرّ من أمٍّ على ولدٍ ... فالحرُّ في مصرَ كالورقاء في الحَرمِ
ما زلتُ والدهرُ تنبو عن يدي يدُهُ ... حتى نبتْ ضلةً عن أرضها قدمي
الولايات المتحدة
إيليا أبو ماضي
مكارم الأخلاق
سلوتُ بحمد اللهِ عنها وأصبحت ... دواعي الهوى من نحوِها لا أجيبها
على أنني لا شامتٌ إن أصابها ... بلاءٌ ولا راضٍ بوجهٍ يعيبها
شيخ النحاة