الكذب والرياء. فإذا قدّر لي أن أعودَ إلى هذا القلم رجعتُ إليهِ ولم ارجع عن المبدأ الذي أفخر بهِ وقد رأيته أنفعَ من مبادئ الذي يتقلبون مع الأهواء , ويبدون في كل يوم بشكل جديد. وأسأتُ في ما مضى إلى كثيرين أيضاً ربما كان معظمهم من الزملاء الذين يقضي اختلافُ نفساً بقصد إيلامها ولا تهجمت على رجل بالطعن , وأنني كنتُ أحزنُ لما يصيبُ الخصمَ الصحافي ولا حزنَ أصحابه والأخصاء الأقربين. على أن المطاعنَ الصحافية كلها خطأ قبيح , ولابدَّ أن يكون قلمي قد زلَّ مراراً وأغضبّ بعض الرفاق فاسألهم الصفحَ والمعذرة , وأرجو أن يكون عامنا الحالي آخرَ أعوامِ التجريح والمشاتمة في عالم التحرير. قلتُ أن الذي تعي ذاكرتي من حوادث هذا العمر الصحافي والذي يعنُّ لي إيرادهُ شيء كثير. فإذا شاء قراء الوطن أن أوافيهم بشيء من أذوق الراحة أياماً. وأمَّا اليوم فاكتفي بشكرٍ عام أرسلهُ إلى كل صديق كريم وذي وداد طلب لي الخير فيما مضى؛ وأسأل الله أن يوفق كلًّ منا إلى الغرض الذي يطلبه , وأن يديمَ أيامَ الصفاء والهناء لجميع الأخوان الذين عرفتهم في وادي النيل.