وله من قصيدة ضمّنها حكاية قال:
فتىً يتعثَّرُ في لؤمهِ ... كما يتعثرُ في جهلهِ
نواظرُهُ تحت أقدامهِ ... كباحثةٍ ثَمّ عن أًصلهِ
لتسقِطُ أمُّ الجنين ابنّها ... إذا حلمت بفتىً مثلهِ
ولو أبصرت عينهُ وجهَه ... لقلتُ العفاءُ على نسلهِ
ولهُ وقد طالما جلس إلى الكأس حزيناً فما زال بها حتى سُرّيَ عنه وفارقها يتهادى انبساطاً:
تبسمُ وشعشع لي السلافة في الكأسِ ... فثغرك في ليل الحوادث نبراسي
ولا تلمَس الكأس التي قد رشفتها ... أخاف على كفَّيك من حرّ أنفاسي
يقول ليَ الآسي فؤادك موجعٌ ... فَمن أنبأ الآسي بفعلك يا قاسي
وينصحني الأخوانُ بالخمر إنها ... عى زعمهم تشفي من الآلم الراسي
فها أنا أستشفي بها كلَّ ليلةٍ ... ألم ترَني استتبعُ الكأسَ بالكأسِ
وأعجبُ من نفسي ودائي بمهجتي ... أعالجهُ بالخمر ترقى إلى رأسي
وله من قصيدة في وصف أرز لبنان الشهير:
جبالٌ على شكل الهلال محيطةٌ ... بمفرق قاديشا تناجي الغواديا
قوائمُ حول الأرز منّاعةٌ له ... إذا صادمته الحادثات عواديا
وما الأرز إلا آية اللهِ في الورى ... فبوركَ ضخمَ الجزع ريّانَ ناميا
أو ليس في هذه المختارات القليلة ما ينمُّ عن شاعرية فطرية تُحلّ صاحبها منزلةً عالية بين الشعراء المجيدين؟ أنَّ المستقبل بسَّام لصاحب البرق والوسائل متوافرة لديه من ذكاء عزم وتوقّد فكرة ونشاط شباب.