وقال من قصيدة:
أيهِ لبنانُ والجداولُ تجري ... فيك برداً فتنعش الظمآنا
أيهِ لبنانُ والنسيمُ عليلاً ... يتهادى فيعطف الأغصانا
حبذا السفح معبداً لصغار ال ... طير تشدو لربها الالحانا
خافقات الجناح للشمس آناً ... خافقات الفؤاد للحب آنا
آمنات في السفح كاسرة الج ... وِّ فلا تأتلي بهِ طَيرانا
فترفّ الأديمَ تختلس الح ... بَّ وتظمى فتقصدُ الغدرانا
وإذا الشمس ودَّعت ودَّعت تل ... ك السواقي والزهرَ والأفنانا
واستقرَت في وكرها آمناتٍ ... كلُّ قلبين يخفقان حنانا
مطبقات الجفون يحفظها الأم ... ن كما الجفن يحفظ الإنسانا
أيّها ذي الطيور مَن قسم الح ... ظَّ ومَن قال للشقا كن فكانا
أيّها ذي الطيور حسبكِ في السف ... ح انطلاقاً جوانحاً ولسانا
أتجيدينهُ البيان على الأفنا ... ن والناس لا تجيد البيانا
وتعيشين والرجال بلبنا ... ن يموتون شقوة وهوانا
إن كفَّا تفصل الثوب للعر ... سِ لكفٌّ تفصّل الاكفانا
ولهُ في بكاءِ والده:
وقفتُ حيالَ القبر ما أنا بسٌ ... بشعرٍ ولكن مقلتي تنبس الشعرا
وهل كنتُ عند القبر غيرَ قصيدةِ ... بواكي قوافيها تُرى دون أن تُقرا
فتىً دامع العينين مضطرب الحشا ... يكفكف باليمنى ويسند باليسرى
وفي عينه ما يعجز الوصفَ بعضهُ ... وفي صدره ما بعضهُ يُحرج الصدرا