في ترميم المنزل. وفي آخر أغسطس الماضي اجتمع في المنزل نفسهِ فريقٌ من الجالية الفرنسية يتقدمهم مسيو فوشه وكيل فرنسة ومسيو كرترون قنصلها في مصر فألقى عليهم مسيو ليجران خطاباً تلخصهُ في ما يأتي: هذا المنزلُ القديم الآن كان حديث البناءِ عندما فتح القائد بونابرت مصر سنة ١٧٩٨. فإن البنائين والرسَّامين كانوا قد أتموا تشييده ونقشهُ منذ مدة يسيرة. وهذه المِطفرة الناشفة الآن كانت تُلطّف الهواءَ؛ والطنافس لثمينة تفرش هذا الرخام الأبيض , والمقاعد ول هذه القاعة تنتظر سيّد المنزل , وهو إبراهيم السنَّاري الأسود وكيل مراد بك الشهير الذي كان ينازع إبراهيم بك الكبير سيادة مصر في ذلك العهد. وكان إبراهيم السناري الأسود كما يدلُّ اسمهُ قاتم اللون أمَيل إلى السواد منهُ إلى السمرة. ويؤخذ من تاريخ الجبرتي أنهُ ولد في دنقلع حوالي سنة ١٧٧٠؛ فهجر بلاده وهو يافع , ونزل النيل حتى بلغ القاهرة. فلم يجد فيها سبيلاً لكسب معاشه , فتابع السير حتى المنصورة حيث اضطر أن يكون بواباً في أحد المنازل. على أن إبراهيم كان على جانبٍ من الذكاء فتعلم القراءة والكتابة ثمَّ التركية والحساب. وانصرف من ثمَّ إلى الفنون السحرية , فأصبح أشهر من قال البخت أو أعدَّ الطلاسم والتعاويذ. ونال حظوةً في عيني المعلوك الشابوري , فاستصحبهُ إلى الصعيد , حيث توصل إبراهيم إلى التقرُّب من مراد بك. فكان ذلك بداية افترار ثغر الدهر لهُ. ولم يلبث