للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محا معوَل الهادمين كل هذه الآثار , ولم يبقَ إلاَّ منزل إبراهيم السناري الذي نحن فيهِ الآن. هذه هي المنازل التي سكنها أعضاءُ لجنة العلوم والفنون التي رافقت الحملة الفرنسية. فاتخذ قصر حسن بك الكاشف مقرّاً للمجمع العلمي , وحوّلت حديقة قاسم بك معرض للتاريخ الطبيعي , فجمع فيها العالم جوفري سانتهيلير عدداً كبيراً من الحيوانات , واستنبت البذور التي قد استحضرها من فرنسة. وكان هناك أيضاً مكتبة عمومية يرتادها من يشاء , ومعامل كيماوية كان يُجري فيها العالم برتوله تجاربهُ ويلقي دروسه , فأمّها الكثيرون من الوطنيين وأخذوا يدرسون مدنية الغرب. وأقام كونته إلى جانب المعامل ورشاً أخرجت للمستعمرة الجديدة كل ما تحتاجهُ من آلات وأدواتٍ ومعدّات. وكان قصر قاسم بك من نصيب المغني فيلّوتو الذي درس أصول الموسيقى العربية على أربابها , وألّف فيها وصنّف. وسكن سائر علماء الحملة من فلكيين ومهندسين ومستشرقين وغيرهم حول تلك البقعة. أما منزل السناري هذا فوضع تحت تصرُّف المصوّر رغو لأن هذه القاعة الفسيحة كانت في غاية الموافقة. وكان بونابرت قد عهد إلى ذلك المصوّر في تصوير أعيان البلاد ووجهائها. وفي هذا المكان رسمت صور الشيخ السادات والشيخ البكري وغيرهما من أعيان الديوان الكبير والديوان الصغير. وكان نابوليون وهو منفيٌّ في جزيرة القديسة هيلانة

<<  <  ج: ص:  >  >>