يذكر الرسوم البديعة التي زين بها المصوّر ريغو سراياه في الأزبكيةز وحدث لريغو في هذا المنزل حوادثه متنوّعة فكان السذَّج ينظرون إليهِ كأنهُ ساحرٌ ويشيعون أن أعضاء بشرية معلقة إلى حائط القاعة التي يسكنها مشيرين بذلك إلى الصور العديدة التي كانت عنده. واتفق يوماً أنهُ أراد تصوير أحد النوبيين القادمين إلى مصر , فرضي النوبي بذلك ولما جلس المصوّر أمامهُ , ومزج الألوان , وأخذ يرسم على القماش تقاطيع الرجل وهيئته , قام هذا مذعوراً وخرج مستجيراً من شرّ إبليس. وكان جماعة العلماء يعيشون في راحةٍ وصفاء منصرفين إلى أبحاثهم ودروسهم , إلى أن حدثت فتنة القاهرة في أواخر أكتوبر سنة ١٧٩٨ , فوجدوا أنفسهم منفصلين عن المعسكر العام. وكان عندهم شيءٌ من
السلاح للدفاع , على أنهم كانوا قليلي الخبرة في استعماله؛ ففكّروا هنيهة في أن يتركوا مقرَّهم ويلجأُوا إلى الأزبكية , ولكنهم خافوا على المكتبة والمجموعات العلمية من أن تذهب فريسة الثائرين , فأثروا البقاء حيث كانوا وإِن عرّضوا حياتهم للخطر , وتحصنّوا في المنازل وأقاموا الخفراء عند مدخل شارع حسن كاشف وقرب سبيل السيدة زينب , إلى أن تمكّن الجنرال لأنّ من نجدتهم وإعادة المياه إلى مجاريها. وبعد سكون الفتنة رجع العلماءُ إلى أعمالهم حتى يناير سنة ١٨٠٠ فسافروا إلى الاسكندرية على نية الرجوع إلى فرنسة بموجب اتفاقية العريش. فحال دون ذلك نقض الاتفاقية. ثم حدثت موقعة المطرية ,