للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يحرسانها رمزاً إلى أنهُ لم تبقَ ثمت حاجة إلى القوَّة الوحشية لحراسة الحصون وإِنفاذ قرارات السلام. وهناك عدا هذا التماثيل الرمزية أربعة تماثيل أخرى تمثل أربعة رجال عظام: أحدهما تمثال هوجو جروتيوس أول مجاهد في سبيل الشرائع الدولية أهدته جمعيات السلام؛ والثاني تمثال الملك أدور السابع أهدتهُ جمعية السلام العام؛ والثالث تمثال السر رندل كريمر الذي كان يعمل مع كارل ماركس ومازيني في سبيل التحكيم الدولي , أهدته لجنة

التحكيم الدولي؛ والرابع تمثال المستروليم ستدِ صاحب مجلة المجلات الانكليزية , أهدته نقابة الصحافيين في هولندة. فيكون أبطال السلام الذينُ نُصبت تماثيلهم في القصر أربعة: قاضٍ وملكُ دستوريٌّ وزعيمُ عمَّالٍ وصحافيّ. أما داخل القصر فغاية في الإتقان والأبدع , وقد نُقِشت الرسوم العديدة على زجاج نوافذهِ , منها في المدخل الخارجي ما يدلُّ على فظائع الحروب ونكباتها من سيوف مخضبة بالدماء لا تعف حتى عن العجائز , وأمهات مضطربات جزعاً على أولادهنَّ , وقصور مهدَّمة , وكنوز مبعثرة , وجثث معفرة يظلها الموت. أما قاعة عقد المؤتمرات الكبرى فطولها نحو ٧٤قدماً وعرضها ٤١. وهي تسع نحو ٣٠٠ رجل , أمام كلّ واحد منهم طاولة للكتابة. وفي صدر القاعة نافذة كبيرة ملوَّنة الزجاج , وضع في جانب منها تمثال يمثل العدل , وإلى يسار هذه النافذة مواضع للجلوس درجات بعضها فوق بعض. أما مكتبة القصر فكبيرة متسعة تشغل جانباً كبيراً منه , وفيها أثمن

<<  <  ج: ص:  >  >>