الكتب وأكثرها فائدة وألذها تلاوة. وقد علقت في إِحدى قاعات القصر صورة مكبرة بالزيت تمثل المستر أندروكارنجي الذي تبرع بنفقة هذا البناء الفخم. والهدايا التي في القصر كثيرة لا تحصى أهدتها إليه حكومات العالم ومن جملتها سجادة ثمينة جاءته من الحكومة العثمانية وهي تملأ ارض قاعة الاجتماع الكبرى.
في سنة ١٩١٥ سينعقد مؤتمر السلم العام في هذا القصر الذي مرّ وصفهُ. وسيكون لدى المجتمعين أمورٌ خطيرة ومشاكل معضلة يتناولها البحث , وأهمها زيادة التسليح في العالم إلى حدٍّ كادت ترزخ تحتهُ أغنى الحكومات. وقد يصدرُ في ذلك القصر قرارٌ يقضي بإبطال الحروب وتحريمها , ويُناط أمرُ إِنفاذه بحكومات العالم بأسرهِ , فيتم ذلك الحلم الجميل وينصرف الإِنسان عن قتال أخيهِ الإِنسان إلى ما يُرقيّ شؤونهُ أدبيّاً وماديّاً. وقد تكون أوربة في حربٍ عمومية طاحنة إبَّان عقد المؤتمر , وقصف المدافع يُصمَّ الآذان , فلا يسمع أحدٌ صوتَ خطباءِ السلام وأنصار التحكيم , فيظل السلم العام حلماً من الأحلام , ويبقى العدل نوراً ضئيلاً تحجبهُ غياهب المطامع والغايات , ولا ينفك الحقُّ متضعضع الأركان تقوّضهُ القوَّة وتسحقهُ.