سيدة بالسجن والغرامة هذه حيثيات الحكم: حيث أن زوجة ب. كانت تقضي أكثر أوقاتها أمام وجهات المخازن الكبيرة , تتأمل القبعات والثياب المعروضة فيها , وماليتها لا تمكّنها من ابتياع مثل هذه الثياب؛ وحيث أنَّ جيرانها وبعض مفتشي البوليس رأوا رأي العين قذارة بيتها وسوء ترتيبه , وحيث أنهم رأوا زوجها يكنس ويغسل بدلاً منها الخ. فقد حكمت عليها المحكمة بالسجن الخ. وأصدرت محكمةٌ أُخرى حكماً على امرأة بالغرامة لأنها تحققت قذارة رأس ابنتها. ولم تكتفِ الحكومة بذلك وبما فاه بهِ الخطباءُ , وخطَّتهُ أقلام الكتَّاب مما يرفعُ شأن التدبير المنزلي , بل أشارت بوضع شهادة جديدة تُدْعى ليسانس الاقتصاد المنزلي تعدل قيمة الليسانس في العلوم الأُخرى العالية. ولم يلبث أمرُ هذه الشهادة أن نال أهمية كبرى لدى طبقات الانكليز المختلفة. فصار أكثرهم يعتبرُها حلية المرأة , والشرط المتمّم لتهذيبها , مثريةً كانت أو فقيرة. وأصبح اليومَ الرأيُ العامّ يمتدح ما كان بالأمس يذّم , ويُعظم ما كان يحتقر. وكانت بعض المدارس الثانوية قد أَبدت علناً عدم استحسانها لهذا المشروع , ورأت وضعَ الطبخ في بروجرامها إزاءَ اللاتينية واليونانية مُحطّاً من قدر العلم. فلم تلبث أيضاً أن انقاذت إلى الرأي العام , إِمَّا لاعتقادها بصحتهِ , وإِمَّا اضطراراً
وخوفاً من إِعراض الطالبات عنها. ولم يقعد هذا الفوز الباهر ذوي النفوذ في انكلترا عن متابعة السعي في توفير الوسائل التي تحبّب إلى الشابات تعلُّم تدبير المنزل والتي تحسّنهُ في