عيون الأفراد , فأوعزت في جلوسترشاير مثلاً إلى كلّ ممرّضة من ممرّضات المجلس البلدي أن تعود الفقراء , وتمرّضهم مجاناً , وأن تعلّمهم قواعد حفظ الصحة وتنظيف المسكن والملبس , وأن تترك منزلها مفتوحاً أبداً ليدخلهُ من شاء رؤية حسن تدبيرها المنزلي. وقد روى بعض من زاروا تلك المنازل أنها تلمع كالشمس نظافةً وبهجةً رغم بساطة أثاثها ولمَّا كان تعليم الشابة تدبير المنزل ومعيشتهِ وواجباتهِ , فقد رأت بريطانية أن تُرَبّي حُبَّة في فؤادها منذ الصغر , وأن تزرعَ في نفسها - وهي لا تزال خاليةً من كلّ زرع - ولعاً بالترتيب والتنظيف والاقتصاد لا تؤثّرُ فيهِ طوارئُ الحياة وأدوارها , فأفسحت لتعليم تدبير المنزل مجالاً واسعاً في روجرام تعليم مدارس الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية وفي الجامعات الكبرى. فغدا بذلك أمر الاهتمام بشؤُون المنزل يُرافق الفتاة كلَّ أيام دراستها , كما يُرافقها سائر أيام حياتها بعد خروجها من المدرسة إذ تصبح ربَّة منزل.
طرق تدبير المنزل سبقت ألمانية وبلجيكية وأميريكة بريطانية العظمى إلى هذا العلم , وخبرته السنين الطوال , ورأت بريطانية أن تستفيد من ذلك الاختبار , لتتقي الوقوع فيما وقعت فيهِ تلك الدولُ من الخطأ , فوجَّه وزير المعارف إلى تلك البلاد الإِرساليات لدرس طريقة التعليم المثلى. ولم يلبث المرسلون أن عادوا إليهِ بتقاريرهم فعرضها على المدارس , وأجاز لكلّ مدرسةٍ أن تختار الطريقة التي تراها ملائمةً