فروع تدبير المنزل على حدة , فتقصده كلُّ فتاة روم الاختصاص بفرع من هذه الفروع , وتخرج منهُ بعد ٦ أشهرٍ بشهادة مربية أولاد أو مدبرة منزل أو طاهية الخ. وتُلقي كلية أيدنبرج أيضاً في العاصمة والضواحي محاضراتٍ في حفظ الصحة والتمريض والعناية بالأطفال وما شابه ذلك. فترى أنَّ التعليم المنزلي في بريطانية قد كاد يبلغُ حدَّ الكمال وهو لا يزال في طورهِ الأوَّل , فإِنهُ في حالتهِ الحاضرة يمكّن كلَّ انكليزية من إتقان شؤونها المنزلية , ويعلّمها كيف تُؤَنث منزلها بنفسها , فتصنع الأبسطة , وتحبكُ قشَّ الكراسي , وتُصلح الأقفال , وتزين الجدران والأمتعة بالرسوم والنقوش , وتتعهد بنفسها زرع أزهار حديقتها , وتقي تلك الأزهارَ في غرف المنزل من الذبول السريع , وتختار الألوان التي تتفق مع بعضها بعض في تنسيق الأمتعة وترتيبها بذوقٍ يزيدها جمالاً ورونقاً؛ فتجعلُ منزلها شعاعاً من نور نفسها , ونسمةً من حياتها , يُنير ويُحيي الأفئدة التي يضمُّها بين جدرانهِ. ولقد صدق الوزير الانكليزي الذي قال: إِن إدارةَ المنزل جيداً تستدعي من المقدرة والبراعة والذكاءِ فوق ما تستدعيه إدارة مملكة واسعة ولا ريب في ن مثل هذا التعليم في مصر , يؤثر تأثيراً سعيداً في الحياة العائلية وفي أخلاق الأمة وصحة عقولها وأبدانها , وفي سلامها ونجاحها , ويصرف اهتمام شابَّاتنا عمَّا لا يجديهنَّ نفعاً إلى ما يضمن سعادة أسرِهنَّ.