مثل بني دندي والملك على سطح الماء وفي اللغةِ الانكليزية عددٌ غيرُ قليلِ من الأناشيدِ الوطنيةِ للشعراء: بيرنز
وتمسون وموروكمبل تُحمّس الجبان , وتحيي ميّتَ الإِحساسِ مثل احكمي يا برْيطانيا وكثيراً ما نرى أنَّ النشيد الذي تنتخبُهُ الحكومة لا يتَّفِقُ مع ذوق الجمهور فيتركهُ كما في الولايات المتحدة. كذلك في ألمانيا؛ فإنك في أغلب الأحايين لا تسمعُ الشعبَ يترنمُ بالنشيد الرسمي. بل تجدُهُ يُنشدُ اليوم بحماس المراقبة على الرين لا يقلُّ عن حماس آبائهم يومَ كانوا ينشدونه قبلَ أخذِ الالزاس واللورين. غيرَ أنَّ لنشيدِ مارتين لوتر أو كما سمَّاه الشاعرُ هنريك هين مرسييز الإصلاح رنّةٌ لطيفة , وذكرٌ جميل , وتاريخٌ سارٌّ. فهو لا يزالُ يُسمَع اليوم بألمانيا كما سُمع في معركة لوتزن وفي حرب فرنسا. بل كلَّما جدَّ حادثٌ جَلل. ولقد عناهُ الفيكونت دي فوج أحد كبار كتَّابِ فرنسا في انتقادهِ رواية السقوط لا ميل زولا حيث قال إِنَّ من سمع الأصوات التي ملأت وادي الميوز ليلةَ أوّل سبتمبر سنة ١٨٧٠ يعرف كيف غُلِبَت فرنسا على أمرِها ولا يجهلُ أحدُنا ما كان من التأثير الشديد لنشيدِ الدستور العثماني عام ١٩٠٨ فالعهدُ ليسَ ببعيد. فقد أشعل نارَ الوطنية في قلوب العثمانيين ,