وكان همام أخو جساس القاتل ينادم في ذلك الوقت المهلهل أخا كليب المقتول ويعاقر معه الخمرة فجاءته جارية تخبره الخبر. فقال له المهلهل: ما قالت لك الجارية. . .؟ وكان بينهما عهد أن لا يكتم أحدهما صاحبه شيئاً. فذكر له ما قالت الجارية فقال المهلهل: اليوم خمر وغداً أمر فشرب همام وهو خائف حذر ولما سكر رفيقه عاد إلى قومه وتأهبوا للقتال.
أما المهلهل فإنه رجع إلى الحي فرأى القوم يعقرون خيولهم ويكسرون رماحهم وسيوفهم، فقال: ويحكم ما الذي دهاكم؟ لقد ذهبتم شر مذهب. أتعقرون خيولكم حتى احتجتم إليها، وتكسرون سلاحكم حين افتقرتم إليه؟
ولما أصبح المهلهل غدا إلى أخيه فدفنه وقام على قبره يرثيه (من أبيات):
دعوتك يا كليب فلم تجبني ... وكيف يجيبني البلد القفار
سقاك الغيث إنك كنت غيثاً ... ويسراً حين يلتمس اليسار
خذ العهد الأكيد علي عمري ... بتركي كل ما حوت الديار