للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شريعة لك فجرت العقول بها ... عن زاخر بصنوف العلم ملتطم

يلوح حول سنا التوحيد جوهرها ... كالحلي للسيف أو كالوشي للعلم

وجاء في البردة عن وصف العالم عند ظهور الدعوة إلى الإسلام:

أبان مولده عن طيب عنصره=يا طيب مبتدأ منه ومختتم

يوم تفرَّس فيه الفرس أنهم ... قد أنذروا بحلول البؤس والنقم

وبات إيوان كسرى وهو منصدع ... كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم

وجاء في طراز البردة من بديع الوصف ما نأخذ منه:

أتيت والناس فوضى لا تمر بهم ... إلا على صنم قد هام في صنم

والأرض مملوءة جوراً مسخرة ... لكل طاغية في الخلق محتكم

مسيطر الفرس يبغي في رعيته ... وقصير الروم من كبر أصم عمي

والخلق يفتك أقواهم بأضعفهم ... كالليث بالبهم أو كالحوت بالبلم

أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه ... والرسل في (المسجد الأقصى) على قدم

لما خطرت به التفوا بسيدهم ... كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم

وهذا المعنى الأخير أخذه شوقي عن البوصيري حيث قال:

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها ... يظهرن أنوارها للناس في الظلم

وصف صاحب البردة انقشاع غياهب الجهالة أمام أنوار الرسالة النبوية فقال:

كم جدلت كلمات الله من جدل ... فيه وكم خصم البرهان من خصم

كفاك بالعلم في الأمي معجزة ... في الجاهلية والتأديب في اليتم

وتحداه صاحب الطراز فكمل المعنى بنفي الريب والظنون فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>