للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذهب غالب مؤرخي العرب إلى أن أول من بنى القلعة سلوقوس الأول الملقب بنيقاطور أحد قواد الإسكندر الذي ملك على سورية سنة ٣٠١ قبل المسيح. وارتأى أهل التحقيق أن بناتها الحثيون الذين استولوا على سورية الشمالية في القرن السابع عشر (ٌ. م) واستندوا إلى ما خلفه هذا الشعب القوي من الكتابات والتماثيل والرسوم العديدة في هذه النواحي، واستدلوا فيما استدلوا عليه بما بين هذه القلعة وبين قلاع حمص وحماه وحارم من التشابه العظيم.

والحق يقال إن سلوقوس أصلح القلعة فقط، لما رمم بحلب بعض الترميمات، وبنى فيها أبنية جديدة وأطلق عليها اسم بيريا أو باروا. ولما فتحها كسرى أنوشروان وشاد سورها بنة في القلعة مواضع.

وعندما فتح ابن عبيدة حلب كانت قلعتها مرممة الأسوار بسبب زلزلة أصابتها قبل الفتح فأخربت أسوار البلد وقلعتها ولم يكن ترميمها محكماً فنقض بعضه وبناه. وعنى بها بنو أمية وبنو العباس فتركوا فيها آثاراً ولما هاجم نيقفور ملك الروم حلب سنة ٣٥١ هجري امتنعت القلعة عليه وكان قد اعتصم بها جماعة من العلويين والهاشميين فحمتهم، ولم يكن لها يومئذ سور عامر فكانوا يتقون سهام الروم بالأكف والبرادع.

ولما تولاها الأمراء الحمدانيون بنى فيها سيف الدولة وابنه سعد الدولة مواضع وكذلك شاد بها بنو دمرداش دوراً وجددوا أسوارها وكذلك عني عماد الدين آق سنقر وولده عماد الدين زنكي بتحصينها وكذلك بنى بها طغتكين برجاً من جنوبها وخزناً للذخائر وكذلك شاد فيها نور الدين زنكي أبنية كثيرة.

ولما ملكها الملك العادل سيف الدين الأيوبي بنى بها برجاً وداراً لولده فلك الدين. ولما ملكها الملك الظاهر غياث الدين غازي حصنها وبنى فيها مصنعاً للماء ومخازن للغلات وسفح

تلها ورصفه بالحجر الهرقلي وأعلى بابها وجعل له جسراً ممتداً منه إلى البلد، وجعل للقلعة ثلاثة أبواب من حديد وبنى فيها داراً عرفت بدار العز قامت على دار للملك نور الدين زنكي كانت تسمى دار الذهب ولما احترقت سنة ٦٠٩ هجري جدد بنيانها وسماها دار الشخوص لكثرة ما كان من زخارفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>