لأنك بواسطته ستعرف أشياء كثيرة عن البلدين المتجاورين أو القطرين الشقيقين، والتعارف يؤول إلى التحاب والتواد، وعن ذلك ينجم التضامن في المصالح والتساند في المرافق، ومن أحوج منا الآن إلى التضامن والتساند.
فإلى قادة الأفكار في القطرين نوجه خصوصاً الدعوة إلى العمل على زيارة الترابط في الشؤون المادية والأدبية. ويا حبذا لو تألفت لجان في مصر تزور سورية ولجان في سورية تزور مصر. فتدرس هذه وتلك الأسباب التي توثق عرى التآلف للأخذ والرد شأن الأقطار الأخرى في الغرب، عسى أن تنبعث من احتكاك هاتين المدنيتين القديمتين شرارة توقد مصباح المدنية الحديثة في مصر وسورية فينير الظلام الذي كدنا نضيع في دياجيه، بعد أن كان أجدادنا المصريون القدماء والفينيقيون ينيرون العالم بفنونهم وصنائعهم. فيحق أن نعيد حينذاك الآية من الشرق النور النور الطبيعي والنور الأدبي.
* * *
وفي هذه المناسبة لا يسعنا إلا لسداء صميم شكرنا وشكر قراء الزهور العديدين لكل الأدباء الذين ساعدوا بنوعٍ خاص من تدييج هذه المجموعة، معتذرين للذين اضطرنا ضيق المجال إلى تأجيل كتاباتهم الرائقة، فإن الموضوع كما قدمنا واسع الأطراف لا يمكن استيعابه في كتاب واحد ولنا في سائر أعداد المجلة متسع كافٍ لإيراد ما تأخر هذه المرة.