الذي علق في ذهني أنشره احتراماً لذكر المقدوح فيه وهو من اقترح الهجاء لنفسه ودفع جائزة عليه.
دونكم هذه الأبيات القلائل:
عجباً تحاول أن تنال هجاء ... أتراك قبل اليوم نلت ثناء
أين المشير وأين أيام مضت ... أصليت فيها الخافقين عداء
أنسيت تلك الحرب حين أثرتها ... وحملت تلك الحملة الشعواء
إذ تستعد من الجياد يراعة ... ومن السلاح وقاحة وبذاء
وإذا الورى يتجنبونك مثلما ... يتجنبون العنزة الجرباء
إلى أن يقول لا فض فوه
يا ويح ذا الأدب الذي أعطيته ... لو كنت قد أعطيت معه حياء
تالله ما والاك إلا خائف ... من ذا اللسان الطعن والإيذاء
والود إن تكن المخافة أسه ... فالعنكبوت أشد منه ولاء
لا تغترر بعريض شهرتك التي ... ملأت بك الأقطار والأرجاء
فالشر أسرع ما يكون تفشياً ... والخير يمشي مشية عرجاء
هذا هجاؤك يا سليم وإنه ... ليسوءني أني أقول هجاء
ما كنت أنحو نحوه لو لم تكن ... عينت جائزة له غراء
وكما علمت فإننا في أزمة ... لم تبق بيضاء ولا صفراء
فعساك تقترح المديح لكي ترى ... مني مديحاً كالصباح ضياء
لكنني لا أتجيد لك الثنا ... إلا إذا ضاعفت لي الإعطاء
فهجاء مثلك ليس فيه تكلف ... وأرى مديحك كلفة وعناء
وتناول بعد ذلك بلبل رياض الطرب عوده وأنشد يا ليل الصب متى غده وأنشد وقفةً أيها القمر