المصرية أسسها نابليون سنة ١٧٩٨ ولن تزال إلى عهدنا. وأنشأ الأمريكان في بيروت مع بضع المواطنين الجمعية السورية سنة ١٨٤٧ م فبقيت بضع سنوات وعطلت. وبعد سنة ١٨٨٠ أعيدت باسم المجمع العلمي الشرقي وعطلت أيضاً. ثم أنشئت الدائرة العلمية في مدرسة الحكمة المارونية وعطلت. وسنة ١٨٩٣ أنشأ المصريون مجمعاً لغوياً علمياً للبحث في الأوضاع العربية فقرروا فيه بعض ألفاظ وتعطل. وإلى الآن لم يقم مجتمع علمي يسعى في الأوضاع والتعريب وحاجات اللغة. ولعل أدباءنا يسعون اليوم بسد هذه الثلمة إذا اجتمعت كلمتهم وتوحدت مبادئهم وانتخبوا أعضاءه من كل ملة ومشرب وموطن وإلا فلا مجتمع عربي يذكره التاريخ في آدابنا العربية.
٨ - المكاتب - المكاتب قديمة في العالم كثيرة النفع للغات. وقد اعتنى العرب بتأسيس كثير منها في أيام نهضتهم، كمكتبة قرطبة، ومكاتب بغداد ودمشق والقاهرة، ويذكر المؤرخون أنه كان في صدر القرن الخامس للهجرة نحو سبعين مكتبة في الأندلس. ولقد أعدمت النكبات مكاتبنا، وما بقي من نفائس المؤلفات حمله الإفرنج إلى بلادهم فأغنوا مكاتبهم بآثارنا. ولولا وجود المكتبة الخديوية بمصر وبعض مكاتب الأستانة ودمشق وفاس وبغداد وحلب وبيروت وطور سيناء، لكانت المكاتب عندنا أثراً بلا عين. على أننا في حاجةٍ شديدة إلى إنشاء مكتبة عامة في إحدى مدننا الكبرى تضم شتات المؤلفات الشرقية بقية الدارجين من قومنا، فنستنسخها من مظانها ونجمع شملها، فنحفظ كثيراً