لك الله من دمع تحدر صيبا ... فلم يزد الأحشاء إلا تلهبا
وما هو إلا النفس سالت من الأسى ... على أمة لم ترض إلا التحزبا
إذا زال في الدين التعصب عندها ... أناب اختلاف الجنس عنه تعصبا
وهو ينادي بالتضامن والإصلاح، بلهجة يتجسم فيها الإخلاص:
بشروني في القبر إن كنت ميتاً ... عندما ننهج السراط السويا
وقد طرق الخطيب في ديوانه الشعر القصصي في حلم الهوى والعجوز اليابانية فأجاد ما أراد، وأنشد الغزل والغرام في حسناء الشرق ولوعة والقمر وغصن الأراك واللقاء والوداع فأطرب وأبدع في الإنشاد. ولو راجعت ما قاله فيه صبري وحافظ إبراهيم وولي الدين والكاظمي وغيرهم من أعلام الأدباء، لوجدتنا دونهم في التقريظ والثناء.
* الرشيد والبرامكة - ما أجل ذلك العصر وأعظم حوادثه، وما أفخم الرجال الذين زانوه كالرشيد والمأمون ويحيى وجعفر والفضل، وما أشد نكبة البرامكة الكرام تأثيراً في النفوس. ولقد قصر كتابنا الروائيون في إهمالهم حتى اليوم مثل هذا الموضوع الجميل وإبرازهم على ملاعبنا العربية. إلى أن سد هذا النقص حضرة الفاضل المطلع الأب أنطون رباط
اليسوعي، فسكب هذه الحادثة الكبيرة في قالب رواية تمثيلية، فصادفت استحساناً كثيراً حيثما مثلت. وقد بذل حضرة المؤلف عناية عظيمة في جمع ودرس كل ما قالته العرب عن نكبة البرامكة، فطالع العشرات من