هذا مجمل ما جرى في هذا المؤتمر من الأبحاث التي دارت كلها حول وجوب حماية المرأة، وخصوصاً الفتاة القاصرة، من الأخطار التي تتهددها، والمرغبات التي تحدق بها حتى تقودها إلى مواخير الفساد، فلا تجد بعد ذلك يداً شفيقة تكسر قيود الفحشاء إلي تغل يديها، وتبقيها راسفة في أدنى دركات الانحطاط الإنساني، فتتاجر - أو يتاجر الغير - بجسمها وقلبها، وهي دامية الفؤاد، دامعة العين. . .
* * *
وقد رأينا الحكومة المصرية تبذل بعض المساعي في هذا الشأن على أن التدابير التي اتخذت حتى الآن لا تعد كافية لمحاربة هذه الآفة الاجتماعية التي تفتك بفتيات ساذجات لا سلاح لهن يتقين به سهام الأهواء الفاسدة والعواطف الملتوية. وإننا نرى بمزيد الأسف أن أكثر محلات التخديم عندنا قد أصبحت واسطة لمعاونة الرذيلة على الفضيلة، بل محلات سمسرة للمضاربة في بورصة الأعراض، تعرض فيها البنات في سوق الأهواء لينتقي المخدوم له خادمة تخدم بيته وأمياله الفاسدة، فتقتضي عنده القليل من الزمن، ثم تخرج من منزله الذي أضاعت فيه عرضها لتدخل المحل الذي تضيع فيه بقية الحياة والشرف الباقية. وهذه هي حكاية أكثر تاجرات الهوى، حكاية قليلة الفصول، هائلة المغزى.
أما بشأن مراقبة المحطات والثغور، فإنك تجد في البلاد الراقية جمعيات من أفاضل الرجال وفضليات النساء توفد بعض أعضائها إلى المحطة