للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد شعر شاعرنا بهذه الشائبة شائبة حساده فقال:

لا ذنب لي عند حسادي سوى أدبي ... وشهرة دفنوا فيها وما نشروا

بلاغة طار في الآفاق طائرها ... في كل قطر لآدابي ولي خبر

ولما دالت دولة الوزير داود باشا في سنة ١٢٤٧ هجري (= ١٨٣١م) قدم الوزير علي رضا باشا إلى بغداد فمدحه هو والوزير داود باشا بقصيدة كان لها رنة وطنة منها هذه الأبيات:

ظفرت بداود الوزير والمردى ... قوارع خطب لا يفك اصطلامها

ولو ظفرت فيه نزار ويعرب ... بيوم هياج والذمام ذمامها

فخاطبها مستعطفاً عن حياته ... لعاجله قبل الخطاب حمامها

على أنه ما مد كف مسالم ... وترتكب الأمر العظيم عظامها

واعلم حقاً أنني إن ختمتها ... بذكر علي قيل مسك ختامها

وله قصائد في أنواع الأبواب من زهريات وربيعيات ورثائيات وإخوانيات ما يضيق دون

استيعابه في هذا المقال.

٦ ً - أفول شمسه ووفاته - المرء كالشمس يبدو صغيراً ثم يكبر ثم يميل إلى الزوال، وكلما طعن في السن ظهرت فيه دلائل وزوال أيامه. وشاعرنا التميمي لم يشذ عن هذه القاعدة المطردة أو كادت تكون مطردة. فإن شعره أخذ بالانحطاط ولم تبق فيه تلك النضارة نضارة الشباب وجدة الإهاب، وكان قد تجاوز السنة الثمانين إذ بلغ الواحدة والثمانين. وكان قد أدرك هذه الحقيقة ولهذا لم يعد ينظم الشعر كما كان ينظمه في عهد الغضاضة، وانقطع للعبادة والزهادة فجاءته المنية وهو في بغداد نهار الخميس

<<  <  ج: ص:  >  >>