للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تستحب الجواهر والحجارة الكريمة في جيد النساء، لكنك تجدها أبهى وأسنى في صدر السماء، فأين بهاء الجواهر، من بهاء الكواكب؟

وكان أجرام النجوم لوامعاً ... درر نثرن على بساط أزرق

صاغها الخالق ونثرها في الفضاء، وهي لا تزال من ذاك الحين إلى ما شاء الله تسير على خطة وضعت لها. . .

لمعت فوق رؤوس أفراد أعلام، وشعوبٍ عظام، اتخذوها سميراً فنفت عنهم الأكدار، واستنطقوها فأوحت إليهم رائع الحكم ورقيق الأشعار. . . درست تلك الشعوب ودفنت تحت أطلال مدنيتها المندثرة، والكواكب لا تزال تسطع وتضيء محدثة بعظمة الحي الباقي. . .

فيا أيها الليل الرهيب، الساطع بأنوار لا تعد. . . قد كتب في طياتك السوداء بحروف الكواكب سر عجيب. . لولاك لما كانت أعيننا تشاهد سكان السماء، بل كنا على كرتنا الصغيرة نجهل ما يحدق بنا.

أيها الليل المقدس إن كنت تحجب عنا النور، فأنت تبدي لنا الحقيقة بأجلى مظاهرها،

وتسكب على قلوبنا التعبة بلسم الراحة والسلوان، تنسينا ما ينتابنا على هذه الأرض من الأكدار والكروب وما يدهمنا من الدواهي والخطوب. تنسينا ما يحدق بنا من الشقاء والفساد.

نحن نحبك أيها الليل لأنك صادق لا تخدعنا. نحبك لأنك تصلنا بعالمٍ خفي يبين لنا أن نتصوره أحسن من عالمنا. نحبك لأنك تشعل في أفئدتنا نور الأمل وتجعلنا من سكان اللانهاية ونحن في هذه البقعة المحدودة. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>