فأي كتاب تلذ مطالعته أكثر من كتاب السماء. وأية قصيدة تروق معانيها أكثر من القصيدة المسطرة بحروف الكواكب الزهراء على لوح القبة الزرقاء.
وهذا الكتاب سنطالعه أيها القارئ العزيز من حين إلى حين، ونقلب صفحاته المرة بعد المرة. فيكون لنا خير سلوى. وسترى أن التمتع بأسرار هذه الكواكب لا يقل لذة عن التمتع بمرآها.
وأول ما نبدأ به اليوم إيراد شيء عن مذنب هاللي لأن قرب ظهوره يتطلب منا تقديم هذا البحث على سواه.
* * *
ريع سكان الأرض من نباء ظهور مذنب هاللي واصطدامه القريب بكرتنا. وأخذ الكثيرون ينذرونا بخراب العالم في ذاك اليوم المشؤوم وقد أطلق على ذلك المذنب اسم الفلكي الإنكليزي الذي ضبط حساب ظهوره. وسيظهر هذه السنة تماماً في ١٨ مايو (أيار) الساعة الرابعة عشرة من الوقت الفلكي الذي يبتدئ عند الظهر أعني الساعة الثانية من صباح ١٩ مايو ويجتاز في ساعة من الزمن الكرة الشمسية التي يبلغ قطرها ١٠٨ مرات قطر كرتنا وتدل الحسابات الفلكية على أن المذنب سيكون على مسافة ١٢٨ مليون كيلومتر من الشمس أعني على مسافة ٢٣ كيلومتراً من كرتنا الأرضية. فإذا كان ذنبه يبلغ هذا الطول فإنه يمسنا في طريقه وهذا ليس من المحال. فمن المذنبات ما يبلغ طول ذنبها ٤٠ أو ٥٠ أو مئة مليون كيلومتر. على أن مذنب هاللي ليس من هذا النوع فهو من