المذنبات المتوسطة. لكن قد لوحظ أن ذنبه يختلف طولاً كل مرة يظهر فيها. ولم يتمكن العلماء حتى الآن من تقرير ذلك.
وهذا المذنب يظهر مرة كل ٧٥ سنة بعد أن يكون قد اجتاز في الفضاء خمسة مليارات من الكيلومترات وقد ظهر منذ سنة ٤٦٧ قبل المسيح ثلاثين مرة.
وإذا قدرنا أن ذنب هاللي يبلغ طولاً كافياً ليمسنا في طريقه فما سوف تكون نتيجة ذلك؟
الجواب متوقف على معرفة الغاز المتركب منه هذا الذنب. فقد يكون من الغازات السامة كالسيانوجين (المركب من الآزوت والكربون) فيقضي على سكان نصف الكرة الأرضية خنقاً. وتحدث صدمته بنا هياجاً في العناصر فيتأثر منها سكان النصف الثاني من كرتنا، فتثور البحار، وتخسف الجبال إلى غير ذلك من النكبات التي تنشأ عن كل تبلبل يطرأ على نواميس الطبيعة. على أن العلامة فلاماريون قد نفى ذلك وسكن الخواطر القلقة، مستنداً إلى الأدلة الآتية:
أولاً: إنه ليس من المقرر أن يبلغ طول الذنب أرضنا هذه.
ثانياً: إن أذناب المذنبات على غاية الدقة حتى أنها لا تزال شفافة ولو بلغ ثخنها عدة ملايين من الكيلومترات فنظل قادرين على رؤية النجوم من خلالها.
ثالثاً: أنه لم يتقرر إذا كان السيانوجين الموجود في قلب المذنب ممتداً إلى ذنبه.