للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا كان شاعراً والشاعر كما قال شوقي: خلق الشاعر سمحاً طرباً. . .

شوقي أطربه عبده الحمولي بقوله: يا ليل فقال فيه:

يسمع الليل منه في الفجر يا ليل فيصغي مستمهلاً في فراره

وهزه إنشاد المغني يا ليل الصب متى غده فقال أبياته الجميلة:

مضناك جفاه مرقده

وإسماعيل صبري طرب لغناء بعضهم فنظم له القد المشهور:

قدك أمير الأغصان

وخليل مطران استخفه الطرف فنظم لمغنيه الدور المغروف:

الكمال في الملاح صدف

ومراد فرج المحامي استفزه صوت مطربه فكتب له الدور المعروف أيضاً:

سلمت روحك يا فؤادي

والغناء في مصر أشهر من أن يوصف. فإذا قيل أن الموسيقى أخت الشعر وجدت مصراً مصداقاً لهذا القول ولا ريب: والغناء كما قلت أحد المؤثرات المحيطة بشعراء مصر فهو يستفز نفوسهم. ويستثير عواطفهم فيطربون له. ويهيج شاعريتهم. فيستنزل على ألسنتهم الإلهام ويوحي البديع إلى بيانهم. فيعمدون إلى الابتكار. وينبذون التقليد.

هذه كلمتي في مصر الأدبية وأنا أعلم حق العلم أني لم أستوف الموضوع حقه ولا نظرت فيه من جميع أطرافه كما يقتضي البحث الدقيق.

- (البرق) أمين تقي الدين

<<  <  ج: ص:  >  >>