أيعجب من تنويه مثلي بمثله ... لعمري الذي قد شق في شعره فمي
ومهما يكن من أعجم فبفضله ... يرى ثقفياً في الورى كل أعجم
إذا مطر الغيث الرياض بوابل ... فأي يد للطائر المترنم
إذا ما تصبت بالعميد صباحة ... بوجه فما فضل العميد المتيم
وهل ينكر الإحسان إلا لآمة ... وينكر حسناً غير من طرفه عمي
وهل في شهود الشمس أدنى مزية ... وقد جاء ضوء الشمس لم يتكتم
رويدك لا تكثر لدهرك تهمة ... ولا تيأسن من أهله بالتوهم
فما زال من يدري الجميل ولم يكن ... لتأخذه في الحق لومة لوم
وأنت الذي لو أنصف الدهر لم يكن ... لغيرك في العلياء صدر التقدم
جمعت العلى من تلدها وطريفها ... فجاءت كعقد في ثناك منظم
غدت خطتي إما يراع ومخدم ... وأنك قطب في يراع ومخدم
ولم أر كفاً مثل كفك أحسنت ... إلى المجد أرعاف المداد مع الدم
جمعتهما جمع القدير بكفه ... إلى محتد سام إلى المجد ينتمي
ولو كان يرقى المرء ما يستحقه ... إذاً لبلغت النيرات بسلم
وأنت الذي يا ابن الكرام أعدتها ... لأفصح من عهد النواسي ومسلم
وأنشرت ميت الشعر بعد مصيره ... لأعظم نثراً من رفات وأعظم
وأشهد ما في الناس من متأخر ... يدانيك فيه لا ولا متقدم
ولو شعراء الدهر تعرض جملة ... لمنجدهم من كل حي ومتهم
لأبصرت شخص البحتري منك بحتراً ... وخلق أبي تمام غير متمم
لك الآبدات الآنسات التي نأت ... وأنست عكاظ الشعر بل كل موسم