يرها ولم يتعودها يلاحظ في وصفها ما لا نلاحظه ويبهره من دقائقها ما لا نلتفت إليه. يشهد بذلك الكتاب الذي وضعه أحد الصينيين وجاء فيه على تفاصيل سفره إلى باريس. ويرى فيه القارئ من الغرائب والعجائب ما يحمله على التصور انه يطالع فصلاً من كتاب ألف ليلة وليلة أو أسفار السندبان البحري.
عاد الرحالة الفرنسوي المسيو جاك باكو من رحلة قام بها في الصين، واستصحب معه إلى باريس رجلاً من التيبت كان دليله في أسفاره في الأصقاع الصينية. فكتب الرجل بلغته ما تم له في سفره إلى أوروبا، وعلق ملاحظاته على ما رأى وسمع. وترجم الكتاب إلى الفرنسوية فأحببنا أن نقتطف عنه بعض الشيء.
عنوان الكتاب: رحلة المدعو اجروب غمبو من باتونغ مع الرجل الفرنسوي العظيم (با) وفيه تفصيل ما جرى لي من الحوادث
ثم يبدأ بسرد هذه الحوادث بأسلوب ساذج وكما ترتسم على لوح مخيلته. . .
. . . وصلنا إلى تخوم الهند. فوجدت أن شكل الناس هناك غير شكلنا، ولغتهم وأشغالهم غير لغتنا وعاداتنا. فتذكرت أخي وبكيت، وعزمت على الرجوع من حيث أتيت. ولكنت فعلت لولا أننا كنا نسافر بلا تعب ونحن جالسون على مقاعد حريرية متلذذون بأطيب المآكل. . .
. . . وفي اليوم الخامس عشر من القمر الخامس نزلنا في بيت كبير يسير في البحر نهاراً