وعند وصولهم إلى مرسيليا نزلوا في فندق من فنادق المدينة وصفه الصيني قال:
في هذا البيت مسافرون كثيرون، وكل واحد منهم في غرفة له. وفي هذه الغرف نصبت أسرة مغطاة بأقمشة من حرير وإلى جانبها طاولات مزخرفة وعليها أشياء جميلة. وكنا نجلس للأكل على مائدة كبيرة. فنتناول صباحاً شيئاً من اللبن والقهوة المحلاة بالسكر ونأكل في الظهر وفي المساء لحوماً وأسماكاً وأثماراً وحلويات. ويجب على كل واحد قبل الأكل أن ينفض الغبار عنه ويغسل يديه. ولاشك في أن أبناء وطني سيتهموني بالكذب ويسمونني كلباً دنساً، عندما سأروي لهم هذه الأمور الغريبة، ويضعون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا هذه الخرافات. . .
ويوم الأحد بعد وصولنا قال لي سيدي الفرنسوي: - نحن قد بلغنا هذه المدينة بسلامة، وبالقرب من كنيسة يصلي فيها القسيس فلنذهب إليها.
فذهبت معه بفرح عظيم، ورأيت في الكنيسة قديسين وعذارى، فجثوت على ركبتي وصليت قائلاً: أيها الإله القدير الموجود في كل مكان، أنا أجثو أمامك يا من خلق هذا العالم وأشكرك لأنك حميتني، إذ أنا الآن أمامك بكل عافية وسلامة وليس بي من ألم. اطلب منك أن تنظر إلي دائماً لتحميني
ثم زار المدينة فكتب: النساء هنا جميلات كالرجال، وملابس الجميع نظيفة. ولم أر في هذه البلاد حبوباً لأن الناس لا يأكلون إلا لحماً