للغربيين عطفٌ على الحيوانات يفوق عطفنا على إخواننا بني الإنسان. وقد ألفوا الجمعيات الكثيرة للرفق بالحيوان وانفقوا في هذا السبيل الأموال الطائلة لتخفيف أوجاع الحيوان غير الناطق. وقد ابتدعت إحدى هذه الجمعيات في الولايات المتحدة طريقة لطيفة للوصول إلى
هذه الغاية. فألفت صلاة دعتها صلاة الحصان وطبعت منها الملايين من النسخ وعلقتها في الشوارع والمحلات العمومية. وإليك نصها كما قرأتها في جرائد تلك البلاد:
بخضوع أرفع إليك صلاتي يا معلمي اطعمني وارو ظمأي. وبعد العمل والتعب امنحني فرصة للراحة في الإسطبل الخاص. بلغني أوامرك بالكلام لأن صوتك أفعل بي من اللجام والسوط. علمني وعودني العمل بتمام إرادتي. لا تضربني عند الركوب ولا تجذبني بسير اللجام عند النزول. وإذا أنا لم أفهم حالاً لا تسرع وتقبض على السوط بل أنظر جيداً إلى اللجام لعله يجرحني وإلى الحديدة التي في رجلي لعلها تؤلمني. وإذا رأيتني أعلك حديده اللجام انظر إلى أسناني. لا تقطع ذنبي لأنه سلاحي الوحيد، أُحارب به الذباب المحيط بي. يا معلمي العزيز إذا جعلني كبر سني ضعيفاً وعاجزاً فلا تحكم علي بالموت جوعاً، بل أحكم علي بالإعدام ذبحاً تخفيفاً لعذابي. وفي الختام سامحني لأجل هفواتي، وأقبل هذه الصلاة التي أرفعها إلى مقامك السامي بكل تقوى، آملا أن تحوز قبولاً. فأنني مولود حساس مثلك أستحق الشفقة والرحمة. آمين حاصد