وكالتجريح أوجاعاً ... وما من جارحٍ أمَّا
وكالنيران تشوي الرو ... ح ثمَّ اللحم والعظما
ولا نارٌ ولا جمرٌ ... وما يُشعلُ الفحما
وكالأدواء أعراضاً ... تُذيب الصخرةَ الصمّا
وما من علة تُشكى ... لطبٍ يبرئُ السقما
وكالأغلال في جسمي ... ولم أحملْ به دهما
وعقلٌ ذاهلٌ ساهٍ ... سجينٌ موثقٌّ رمَّا
كأني غير موجودٍ ... وموجود قد اهتما
أراني قد أرى ريناً ... بأنف الحق قد شما
أشكُّ اليومَ بي حتى ... وجودي خلتهُ وهما
فقبلي لم يكن سجنٌ ... يعمَّ الروحَ والجسما
حبيسُ الروح عن حسٍّ ... وفكرٍ سرَّ أو غمَّا
وعن حفظٍ وعن ذكر ... وعن حكمٍ ولو مهما. . .
حبيس الفعل ثم النط ... ق لا حتى ولا أمَّا
ولا سمعٌ ولا شوق ... ولا لمس ولا شما
قوى محبوسةٌ جمعا ... ءُ مما خص أو عما
فعالٌ وانفعالاتٌ ... ولا حريةٌ ثمّا
وحسّاس جمادٌ في ... زمان واحدٍ حكما
مقود غير مختار ... كأني آلةٌ صما
إذا ما حشرةٌ أزّت ... عرتني هزّة رغما