زهوهم حتى استنكروا على العارفين. وكادوا يخفون عن عيون المنقبين الباحثين، وصات كلمة عربي في أوروبا وأمريكا سباباً للعرب والمستعربين.
وقد قرأت في الصحف أن الذين شهدوا عنترة وعبلة كانوا آلافاً جنوا بهما سروراً وفرحاً. فلم تبق في نفسي ريبة بأن أولئك الألوف الذين سمعوا كلام عنترة قد عرفوا مجد العرب وفضائلهم فلا يجسر واحد منهم - أو هو يدعو على لسانه بالقطع - أن يعيب الغربي أجداده ونسبه بعدما عرف شيئاً عن مجد أولئك الأجداد ونسبهم.
فمن مصر إذن بل من الشرق العربي أمد مع كل أدب يدي إلى مصافحة غانم وشكره والثناء عليه. فليس الغزاة من يفتحون البلاد بالمدفع والحسام فقط، بل أجل منهم وأنبل من يفتحون القلوب باليراعة ويملكونها بخالب الفصاحة - وغانم منهم.
داود بركات
(الزهور) إنا نسدي شكري أفندي غانم خالص التهاني على فوزه الباهر ولا نمدحه إلا بما أطراه به الأجانب أنفسهم فقد كتبت مجلة الالوستراسيون في عدد ١٩ فبراير الفائت ما يأتي: في ملعب الأديون رواية جديدة تستحق أن تنجح - وقد نجحت نجاحاً ساطعاً - فهي ترضي العين والأذن والعقل، مؤلفها عربي باريسي وهو رئيس الغرفة التجارية العثمانية في باريس. . . . وقد أحيا شكري غانم بأشعار لطيفة صافية منسجمة انسجام الماء ذكر عنترة البطل العربي الشاعر العاشق ومثل ذلك قالت الطان والفيغارو والجورنال وغيرها من أمهات الصحف.