فإن يك صدر هذا اليوم ولَّى ... فإن غداً لناظره قريب
فذهب قوله مثلاً. ولما أصبح النعمان ركب كما كان يفعل حتى أتى الغريين فوقف بينهما وأمر بقتل قراد. فقال له وزراؤه: ليس لن أن تقتله حتى تستوفي يومه. فتركه النعمان وهو يشتهي أن يقتله ليسلم الطائي. فلما كادت الشمس تغيب وقراد قائم مجرد في إزارٍ على النطع والسياق إلى جانبه رفع له شخص من بعيد. وكان النعمان قد أمر بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يتبين الشخص. فكفّ عنه حتى دنا وإذا هو الطائي. فلما نظر إليه النعمان، قال: ما الذي جاء بك وقد أفلتَّ من القتل قال: الوفاء - قال: وما دعاك إلى الوفاء! - قال: ديني - قال وما دينك؟ - قال: النصرانية - قال: فاعرضها علي. فعرضها، فتنصر النعمان وأهل الحيرة جميعاً وكان قبل ذلك على دين العرب. وترك تلك السنة من ذلك اليوم وأمر بهدم الغريين وعفا عن قراد والطائي وقال: ما أدري أيكما أكرم وأوفى. أهذا الذي نجا من السيف فعاد إليه أم هذا الذي ضمنه. وأنا لا أكون ألأم الثلاثة.
وقد أخذ المرحوم الشيخ خليل اليازجي هذه الحادثة وبنى عليها رواية تمثيلية شعرية عنوانها المروءة والوفاء.
وألف في هذا الموضوع أيضاً الأديب ميشال أفندي سرسق روايةً تمثيلية فرنسوية العبارة مثلت في باريس وبيروت منذ بضع سنوات وعنوانها '