أقصاها إلى أقصاها، قولي: إن التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسراها.
أيتها الفتاة: أنت أمّاً أشقى منك فتاة. وما الذنب ذنبك لأنكِ نشأت كما أراد قيّمك وذووكِ، وشاء أهلكِ وأوبكِ. اتخذوك عانية فلم يتقوا الله فيك، وحسبوك سائمة فباعوك بيع السماح فوق ما حمّلوك، فيا حبذا لو خلَّقوك بأخلاق غير أخلاقهم، وعلموا أنكِ خلقتِ لزمانٍ غير زمانهم.
أيتها الفتاة! لو علمتِ خطورة مركزك وما يصير إليه أمركِ. يوم تضحين أمّاً ترضع أولادها لبان الغباوة وتنهلهم أفاويق الشقاء، لو علمتِ ذلك لرغبت عن الزواج وفضلتِ حياتكِ فتاة حمقاء على أن تكوني أماً شعراء. اسمعي ما يقول هملت: إلى الدير أيتها الفتاة إلى الدير، وإذا أردتِ أن تتزوجي فتزوجي الموت. إن الموت ستار للعيوب.
يستخف الشرقيون بوقر الأمومة فيقدمون فتاتهم عليها غير هيابين، فيستحدثون وقراً يهبط كاهلهم، يا ويل الشرق ممن عرمت نفوسهم وزاغت أبصارهم وكانوا الحوائل دون تهذيب الفتاة ورقيّ أمّ المستقبل.
الجنة تحت أقدام الأمهات - حكمة أدركها بنو الإنسان إلا المشرقان، يا ويحنا أنورد نفوسنا موارد المخاوف ومصادر المهالك، والحيوانات العجماوات قد خصت في طبائعها بالميل عما فيه هلكتها وصرعتها، وهي لا تفهم خطاباً ولا تحير جواباً، إنها لمصيبة تقصم الظهر وتسحق العظم.
كلمات كالليمون الحلو حلوة في البداية مرة في النهاية. شلّت يميني