للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا كنت لا أجاهر بالحق ولو كان الحق يجرح أحياناً، أيظنُّ عاقل أنه يمكن لهذا الشرق أن يستطفَّ على عالم العقل والحقيقة وأن يتشرب روح التمدن القديم ما دام مقام المرأة غير متعير فيه؟ أو نبلغ الكمال التي تتوخاه الشعوب الراقية وتسدد نحوه الخطوات ما دامت نفوسنا صغيرة؟.

أيتها المرأة، أيتها الفتاة، أنتِ لم توجدي لتكوني في أقفاص ذهبية تخلب بجمالها وتسلب بقوامها، ولا لتباهي كما يباع البلبل والببغاء. ولا لتشوه محاسنك وتمسخ مصوناتك، أنتش لم توجدي لنسيب الناثر وتشبيب الشاعر، ولا ليقول فيك صريع لحظكِ وقتيل طرفكِ:

قتولٌ بعينيها رمتك وإنما ... سهام الغواني القاتلات عيونها

ولا لتخدعي بقول القائل:

إذا قامت لحاحها تثنَّت ... كأنَّ عظامها من خيزران

إن هذه إلا خواطر يوحيها شيطان الشاعر على الخواطر، والجمال كما تعلمين في عين الناظر.

دخل عمرو بن العاص على معلوية وعنده ابنته عائشة فقال: من هذه يا أمير المؤمنين. فقال: هذه تحفة القلب - فقال: انبذها عنك، فإنهن يلدن الأعداء ويقربن البعداء ويولدنَ الضغائن. - قال: لا تقل يا عمرو ذلك فوالله ما مرَّض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الإخوان إلا هنَّ - فقال عمرو: لقد حببتهنَّ إلي يا أمير المؤمنين.

أنت خلقت لغاية أسمى وغرض أجل وحياة أرقى وزمنٍ يفهمك

<<  <  ج: ص:  >  >>