إن هذا الزمان وأريد بالزمان بينه قد هضم حقك، وغمط فضلك، ونكث عهدك، ولم يوفّكِ
قسطك، فلا تركني إليه ولا تعولي عليه بل اجعلي رائدك سوء الظن به، إن سوء الظن من حسن الفطن.
رحماكِ يا نفس الأمين، ولله أبوكَ يا جميل، وسلام عليم يا وليَّ الدين، إذا كان للحق أنصار فأنتم أنصاره وإذا لم يكن للفتاة حماة فانتم حماتها وقادتها، سيروا على بركة الله مسراكم ولا تحفلوا بتنطع المتنطعين واستهتار المستهترين.
أيتها الفتاة الشرقية، لقد سبقتكِ أختكِ ربيبة الغرب لأنها يقظى وأنتِ في منام، تجرين شوطاً فتسبقك بأشواط، ومن سبق في أول الميدان سبق في آخره. ولكن لا يهولنكِ هذا القول ولا يقعدنك عن السعي فيما يقيل عثرتك وينهض بكِ من كبوتكِ لأن ليس على المجتهد حرج ولابد دون الشهد من إبر النحل.
أنتِ إذا امتثلت بالسلحفاة التي أدركت شفعة الجبل قبل الأرنب الذي استخف بطئها وازدهى بسرعته (ولا أراك إلا ممتثلة) فإني مبشركٍ بنجاح باهر وفوزٍ عظيم بحول الله.
أتستهجنين ما أتته شجاعة جان دارك وحصافة كاترين وحكمة فكتوريا وأنت القائلة.