أخواتها، وأعجبتني الحمية التي أظهرتها أدما في الانتصار لهنَّ، وقلت إن كلاهما ترمي إلى الإصلاح وإن اختلفت الطريق. وسرّني في بداية الأمر إقدام حسون وإن كانت ساءتني فيما بعد مغالطاته وانتقاله من العموميات إلى الخصوصيات. وإنّ في سكوت هدى وإحجامها عن الردّ لأكبر دليل على موافقتها لي فيما أقول.
يطول بي المجال لو أردت تفنيد مزاعم حسون. وأنا أسلّم معهُ أن في النظريات الصرفة بعض الصعوبة فليسمح لي أيضاً أن أكتفي بإيراد حكايتي مع زوجي - كما أورد لنا حكايته مع زوجته، وهو - كما يقول - بحثٌ واقعي، لا يحتاج إلى فلسفة، وليقل لي إذا لم تكن حكايتي هي حكاية معظم الفتيات مع الفتيان يا طير والأمثال تُضرب للبيب الأمثلِ. . . .
لما كنت فتاة عزباء - وقد مضى على ذلك زمن ليس باليسير - كنت أحسبني لا أتزوج أبداً لأسباب يطول ذكرها - أهمها خوفي من شبان العصر وما آلت إليه حالهم وأميالهم.
زارنا في أحد الأيام شابٌ فأعجب والدي ما ظهر عليه من الرزانة والرصانة. وأكثر الترداد إلى بيتنا وهو دائماً بمظهر الكمال والسكينة. فكان إذا دعوناه إلى الطعام وقدمنا له كأساً من المقبلاتً التي تؤخذ قبل الأكل، تمنع وأظهر كرهه لكل ما يشتم منه رائحة المسكر. وإذا قضى عندنا سهرته وعرضنا عليه أن يشاركنا في إحدى تلك اللعبات البسيطة التي تتداولها العائلات وليس فيها ما يؤاخذ عليه، رفض لميله مبدئياً عن