كل ما يشبه الميسر والمقامرة. وهذا وأهلي يزيدون إعجاباً به، وانتهى الأمر بأن فاتحهم بميله إلى فتاتهم ورغبته في الاقتران بها. فأجابوه بطيبة خاطر وأكد أنه لا يريد شيئاً من دوطتي (أو مهري) بل إن هذا المال يبقى لي ولمن نرزق من الأولاد. وكان نصيبٌ، وكان اقتران وكان شهر عسلٍ وانقضى، ويا ليته ما ابتدا. . . .
أعددت الطعام في إحدى الليالي وبت منتظرة قدوم شريك الحياة الساعة والساعتين، إلى أن سمعت كرَّة عربةٍ فأسرعتُ إلى فتح الباب وقابلت الزوج بالابتسامة المعتادة، فقابلني بوجهٍ
عبوس، فقلت: أشغلتَ بالي أيها العزيز بتأخيرك غير المعتاد.
فأجاب ببرودة:
- لا لزوم إلى انشغال البال، فإن هذا التأخير من عاداتي حيث أكون في الكلوب مع أصحابي. . .
ولم ألبث أن رأيت العادة راسخة. لأنني كنتُ أقضي معظم الليل وحيدة وهو بين السركل والكلوب والنادي، ولا يعرف باب البيت إلا عند بزوغ الفجر. وكان في بداية الأمر يدّعي أنه مضطرٌ إلى ارتياد هذه المحلات لمقابلة أناس ذوي شأن تهمه مقابلتهم. ثم لم يعد يرى ما يدعو إلى التستر فكان يجاهر بانشغاله عني بالبوكر والبريدج والبكارا.
- ولكنك، وأنت خطيبي، كنت تكره حتى اللعبات العائلية فما حملك الآن. . .؟
- أنا اكره ما أريد وأحب ما أريد، فليس هذا من شأنك.