هذا وهو يتمادى في هذه العيشة الطائشة ولا يترك طاولة اللعب إلا لطاولة الشرب فيجيئني وقد تخدر دماغه، وتشنجت أعصابه من الوسكي المعززة بالكونياك المدعوم بالابسنت.
- عهدتك تكره كل ما يشتم منه رائحة المسكر فما. . .
- أكره وأحب على ذوقي. وأنت تعرفين طريق بيت أبيك. . .
فسكت وفي القلب غصة، وفي العين دمعة وقلت: قيدنا الثانية.
لا أحب إطالة الحديث لأن هذه الذكرى تؤلمني.
أخذ يعرض عني تماماً لميه عن بساطة الزوجة إلى تبرُّج الغانيات، أنهكه السهر، وهدّ قواه الكحول، فأهمل شغله وصار يقضي نهاره بالراحة وليله بالملذات، فمدّ يده إلى دوطتي ثم إلى مصاغي، فذهب كل شيء على طاولتي اللعب والشرب، وأنا صابرة خشية العار والفضيحة.
قصتي هي قصة معظم الزوجات حتى أصبح الإسهاب فيها من باب الابتذال فأكتفي بما تقدم.
حكاية بحكاية يا حسون فعساك أن تعرض بعد الآن عن سرد الحكايات، وإلا خرجت من هذا الموضوع منتوف الريش مهشم الجناح. . . غرّد ما شئت وزقزق ما أردت، فقد تحسنُ
التغريد والزقزقة، ولكن دع عنك محاولة درس قلب النساء، فقلب النساء لا يعرفه إلا من كوَّنه وهو وحده يعلم ما يقاسي هذا القلب من الظلم والعذاب.