أرعى الكواكب في السماء كأن لي ... عند النجوم رهينةً لم تدفع
زهرٌ تألق في السماء كأنها ... حببٌ تردّد في غدير مترع
وكأنها حول المجرّ حمائم=بيضٌ عكفن على جوانب مشرع
وترى الثريا في السماء كأنها ... حلقات قرطٍ بالجمان مرصع
بيضاء ناصعة كبيض نعامةٍ ... في جوف ادحى بأرضٍ بلقع
وكأنها أكر توقد نورها ... بالكهرباءة في سماوة مصنع
والليل مرهوب الحمية قائمٌ ... في مسحه كالراهب المتلفع
متوشح بالنيّرات كباسلٍ ... من نسل حامٍ باللجين مدرّع
حسب النجوم تخلفت عن أمره ... فومى لهن من الهلال بإصبع
ما زلت أرقب فجره حتى انجلى ... عن مثل شادخة الكميت الأتلع
وترنحت فوق الأراك حمامة ... تصف الهوى بلسان صب مولع
تدعو الهديل وما رأته وتلك من شيم الحمائم بدعةٌ لم تسمع
ريا المسالك حيث أمت صادفت ... ما تشتهي من مجثم أو مرتع
فإذا علت سكنت مظلة أيكة ... وإذا هوت وردت قرارة منبع
أملت عليَّ قصيدة فجعلتها ... لشكيب تحفة صادقٍ لم يدّع
هي من أهازيج الحمام وغنما ... مشكاته حد السماك الأرفع
نبراس داجيةٍ وعقلة شاردٍ ... وخطيب انديةٍ وفارس مجمع
صدق البيان أعض جرول باسمه ... وثنى جريراً بالجرير الأطوع
لم يتخذ بدر المقنع آية ... بل جاء خاطره بآية يوشع